كاناكالي
كاناكالي
تقع محافظة كاناكالي على جانبي مضيق الدردنيل الذي يربط بحر مرمرة ببحر إيجه. شواطئها تتاخم كل من أوروبا (مع شبه الجزيرة جيليبولو) وآسيا (مع شبه جزيرة بيغا) ويوجد عبارات بين كلا الجانبين بانتظام.
يضم مارينا كاناكالي وكذلك مارينا كل من كارابيغا وجيليبولو وبوزكادا وكوتشوكيو اليخوت الملونة التي تمر من المضيق وتقف عند كاناكالي لرؤية المنطقة الغنية تاريخيا وأسطوريا في وطن العديد الأساطير المعروفة على نطاق واسع. تم بناء رصيف جديد في منطقة كيبيز في كاناكالي يضم منشآت شحن ومنشآت عامة ومنشآت للركاب والناقلات والمستودعات والمخازن المكشوفة. وهو يعتبر أقرب موقف للركاب الذاهبين إلى طروادة في السفن السياحية.
يوجد في كاناكالي متحف أثري جميل يضم العديد من الأغراض موَّزعة على خمس قاعات مختلفة، ومنها قطع سيراميك من كاناكالي تعود إلى فترات تتراوح من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين والتي تُظهر أن المدينة كانت أحد أهم مدن إنتاج السيراميك على عهد الإمبراطورية العثمانية؛ خزائن صغيرة كانت مستخدمة في قصور كاناكالي القديمة وهي أفضل مثال على أفضل نجارة للخشب في عصرها؛ مسلات القبور من كيزيكوس في ميسيا والبلدات القديمة في إقليم تراوس؛ والعديد من اللُقى من طروادة؛ والفنون التي يعود تاريخها إلى الفترة الهلنستية المكتشفة في تل كان وينيجي، واللُقى من آثار تل داردانوس من القرنين السادس والثاني قبل الميلاد وأعمال النحت والهندسة المعمارية في أسوس (بيهرامكالي) وغولبينار (منطقة أبولون سمينثيوس). وهو يفتح أبوابه يوميا ما بين الساعة 8:30 حتى 17:00 مساء ما عدا أيام الاثنين.
شهدت المحافظة معركتين هامتين جدا في التاريخ. أحداهما حرب طروادة الأسطورية التي خلدها هوميروس في الإلياذة. برهنت الحفريات الأثرية في طروادة (تروفا) على وجود سبع فترات استيطان (3000 قبل الميلاد – 400 ميلادي). يمكن للمرء أن يرى هنا آثار أسوار المدينة إضافة إلى حصان طروادة الخشبي. المعركة الأخرى هي معركة كاناكالي والتي جرت أثناء الحرب العالمية الأولى عندما تصدت القوات تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك للدفاع عن المنطقة في مواجهة قوات العدو وهكذا حصلت كاناكالي على لقبها في التاريخ ” كاناكالي المنيعة”. تم بناء الحديقة الوطنية للذكرى على سطح شبه الجزيرة لتكريم 500000 جندي ضحوا بأنفسهم أو أصيبوا في جيليبولو (جاليبولي). يوجد هنا صروحا تذكارية تأنس في أحضان الطبيعة.
تعد قرية بيهرامكالي الصغيرة مكان جميلا يقابل خليج ادرميت. تأسست في موقع أسوس حيث يوجد معبد أثينا الشهير الذي تم بناؤه في القرن الثامن قبل الميلاد. الإطلالة البانورامية على الخليح من قمة الأكروبولوس تخطف الأنفاس وتجدر زيارة آثار أسوس التي تحيط بالأكروبولوس.
يقع تل داردانوس على بعد حوالي 11 كم (7 ميل) من كاناكالي بالقرب من نهر كالاباكلاي في منطقة مالتبي. تعود اللقى إلى الفترات التاريخية بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد والفترة الرومانية حوالي عام 11 م.
توجد جُكجيادا، وهي أكبر الجزر التركية، وبوزكادا في هذه المنطقة أيضا. يوجد العديد من مرافق التخييم والفنادق الصغيرة ومطاعم المأكولات البحرية على الجزر. تنطلق العبارات المُتجهة إلى جُكجيادا من جاباتيبي والمُتجهة إلى وبوزكادا تنطلق من أرصفة جيكلي.
من بين المواقع الأثرية الأخرى الأقل شهرة حول كاناكالي ومع ذلك تعد مثيرة للاهتمام: هماكسيتوس والاسكندرية ترواس ونياندريا وسانكاريا وتل داردانوس وأبيدوس وسيستوس وغارغارا ولامبونيا.
الدردنيل
الدردنيل هو مضيق يبلغ طوله 61 كم (28 ميل) وعرضه من 1.2 إلى 6.4 كم (3/4 إلى 4 ميل) ويقع بين تركيا الأوروبية وتركيا الآسيوية المعروفة باسم تراقيا والأناضول على التوالي. هذا المضيق الهام استراتيجيا هو الدردنيل. وهو يفصل بين بحر ايجه و بحر مرمرة ومن ثم يصل إلى البحر الأسود عن طريق مضيق البوسفور. وهذكا يعتبر الدردنيل مدخل خارجي إلى منطقة إنتاجية عظيمة. لابد ان تمر السفن من جميع أنحاء العالم من هنا حتى يتسنى لها الوصول إلى موانئ الحبوب في أوكرانيا وموانئ النفط في رومانيا ومنطقة القوقاز. تتشكل شبه جزيرة غاليبولي من القسم الغربي من هذا المضيق. الموانئ الرئيسية التي توجد على شواطئه هي: غاليبولي وإسيابت وكاناكالي كما تتربع على ضفافه العديد من القلاع المشهورة مثل كيليتيبهر التي تم بناؤها في عام 1452 بأمر من السلطان العثماني محمد الثاني. كما ولد في بلدة جاليبولي بيري ريس البحار التركي الشهير وأول رسام تركي للخرائط البحرية.
المضيق غني بالتاريخ والأساطير. كان يدعى قديما باسم هيليسبونت بمعنى “بحر هيلي” تخليدا لذكرى هيلي وهي أميرة بيوتيه أسطورية. غرقت في مياهه المتلاطمة بعد سقوطها من على ظهر الكبش ذو الصوف الذهبي. على الجانب الآخر من هيليسبونت من الجانب الشرقي سبح ليندر لزيارة هيرا كاهنة أفروديت. في عام 480 قبل الميلاد قام الملك الفارسي خشايارشا (أحشويروش) بإرسال جيشه عبر المضيق على جسر من القوارب لغزو اليونان. بشكل مماثل قام الإسكندر الأكبر في عام 334 قبل الميلاد بالعبور من اليونان لغزو بلاد فارس. اخذ المضيق اسمه من مدينة داردانيوس القديمة.
وضع العثمانيون أقدامهم في غاليبولي لأول مرة في عام 1354 في عهد اورهان غازي . لكن كاناكالي خضعت بالكامل كمركز وإقليم إلى سيطرة الأتراك عام 1362 في عهد مراد الأول. كانت السيطرة التركية في السنوات اللاحقة مدعومة بالدبلوماسية البريطانية والتي كانت تسعى إلى إبعاد روسيا عن منطقة البحر الأبيض المتوسط. لكن تركيا تحالفت مع ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. حاول البريطانيون الاستيلاء على شبه جزيرة غاليبولي في 1915-1916 في محاول منهم لإيصال المساعدات إلى روسيا عبر البحر الأسود. دحروا أمام الجيش التركي تحت قيادة أتاتورك وبقي الدردنيل عصيا على الغزاة.
بعد هزيمة تركيا في عام 1917 أصبح الدردنيل جزءا من منطقة المضيقات المحايدة التي كانت تحت سيطرة عصبة الأمم. أعادت معاهدة لوزان الإقليم إلى تركيا في عام 1923. بداية تنازلت تركيا عن حق تحصين هذه المضيقات، يكن في عام 1936 تمت استعادة هذا الحق من خلال اتفاقية أخرى والتي سمجت لتركيا أيضا بإغلاق المضيقات أمام السفن الحربية في زمن الحرب.
لما كانت تركيا محايدة حتى انتهاء الحرب العالمية التانية، فقط تم إغلاق ممر الدردنيل إلى الاتحاد السوفييتي بالنسبة إلى بريطانيا العظمى والولايات المتحدة. بسبب إغلاق هذا الممر، أُجبر الحلفاء على بناء طرق عبر إيران لإيصال الإمدادات إلى السوفييت. بعد الحرب صمم الاتحاد السوفييتي على السيطرة الجزئية على الدردنيل. رفضت تركيا المطالب الرسمية لمشاركة السيطرة في عام 1946 ومجددا في عام 1947. مع زيادة خطر العدوان السوفياتي خلال الحرب الباردة ، قامت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بتشجيع تركيا على الوقوف بالتمسك بموقفها حيال السيطرة المنفردة.
اليوم، يعج الدردنيل بحطام السفن من حملة غاليبولي مما يزيد اهتمام الغواصين في هذه المياه.
حملة غاليبولي
جرت حملة غاليبولي بين شهري نيسان وكانون الأول من عام 1915 في محاولة لأخذ الدردنيل من الإمبراطورية العثمانية التركية (حليف ألمانيا والنمسا) وبالتالي إجبارها على الخرج من الحرب. انضم 60000 استرالي و18000 نيوزيلندي إلى قوة بريطانية كبيرة. أصيب 26000 استرالي و7571 نيوزيلندي وقتل 7594 استرالي و2431 نيوزيلندي. كانت غاليبولي حملة صغيرة من الناحية العددية لكنها تمتعت بأهمية وطنية وشخصية كبيرة بالنسبة إلى الاستراليين والنيوزيلنديين التي حاربوا هناك.
كانت حملة غاليبولي مقدمة لدخول أستراليا ونيوزيلندا إلى الحرب العظمى. حارب العديد من الاستراليون والنيوزيلنديون على شبه الجزيرة اعتبارا من يوم عمليات الإنزال (25 نيسان 1915) إلى يوم الإجلاء في 20 كانون الأول 1915. يعتبر يوم 25 نيسان في ونيوزيلندا مكافئا ليوم الهدنة ويتميز يوم أنزاك في كلا البلدين بالمواكب في ساعات الفجر والخدمات الأخرى في كل مدينة وبلدة. تغلق المحلات التجارية في الصباح. وهو يوم هام جدا لدى الاستراليين والنيوزيلنديين لأسباب مختلفة التي تغيرت وتحولت على مر السنين.
الحرب العالمية الأولى
انضمت تركيا إلى الحرب بحلول نهاية شهر تشرين الأول عام 1914 والتي لم تكن قد تعافت بعد من حروبها من عام 1911 إلى عام 1913. كانت الخزينة التركية فارغة. اعتقد قائدها انفر باشا الضابط العسكري والبطل القوي البالغ من العمر 33 سنة أن الحرب في أوروبا عبارة عن فرصة أمام تركية لاستعادة الأراضي التي اتخذتها الإمبراطورية الروسية. كان إنفر يحلم إعادة النشاط إلى الإمبراطورية التركية. كان أنفر يخشى في قيام بريطانيا وفرنسا وروسيا في حال فوزها على ألمانيا والنمسا-هنغارية بحرمان تركيا من المزيد من إمبراطوريتها. وكذا قرر إدخال تركيا في الحرب إلى جانب ألمانيا.
طلبت الحكومة العثمانية الحصول على بارجتين من انجلترة قبل اندلاع الحرب ودفعت ثمنهما. لكن العلاقة الوثيقة بين تركيا وألمانيا أثارت خوف الحلفاء مما حدا ببريطانية أن تقرر عدم تسليم هاتين البارجتين التي سبق وأن تم تسديد ثمنهما. أثار ذلك حفيظة الأتراك ضد بريطانيا وأصدقائها. كان من شأن ذلك أن يكون فرصة عظيمة أمام أنفر باشا لاستخدامه ضد الحلفاء. تعاونت تركيا مع سفينتين حربيتين ألمانيتين في قصف ميناءين روسيين وهما أوديسا ونيكولاييف. ردت روسيا بعد ثلاثة أيام في الثاني من تشرين الثاني من خلال إعلان الحرب تركيا. أعلنت فرنسا الحرب
على تركيا في الخامس من تشرين الثاني وكذلك الأمر بالنسبة إلى بريطانيا. وجد بريطانيا في ذلك فرصة سانحة لضم قبرص ومصر التي كانت من ضمن الأراضي العثمانية بالاسم بينما خضعت للسلطة البريطانية.
أغلقت تركيا المضيقات (البوسفور والدردنيل) بين البحر المتوسط والبحر الأسود مانعة بذلك روسيا من تصدير قمحها أو استلام شحنات المواد من حلفائها. لكي تحمي حقول النقط الخاصة بها في الشرق الأوسط، قامت بريطانية بتحريك قوة عسكرية إلى الخليج العربي والعراق حيث بدأت بالاشتباك مع القوت التركية. وفي شهر كانون الأول بدأت تركيا بالهجوم على جبال القوقاز في روسيا.
عمت حالة من الإحباط بسبب فشل الهجوم التركي على الروس في جبال القوقاز. قام الروس بدحر الهجوم التركي في معركة استمرت خمسة أيام انتهت في الثالث كانون الثاني، ولم يعد إلا 18000 تركي من أصل 95000 الذين تم إرسالهم للقيام بهذا الهجوم حيث تجمد 50000 منهم. تسائل الشعب التركي المصدوم عن الشخص المسؤول عن هذه الكارثة.
حملة غاليبولي
في هذا الأثناء كان ونستون تشرشل، المسرول عن القوات البحرية في ذلك الوقت، يخطط لشن هجوم على غاليبولي بغية الاستيلاء على الدردنيل يفتح ممرا آمنا للقوات البحرية في طريقها إلى اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية. جمع الحلفاء بوراجهم أمام مضيق الدردنيل تحت قيادة الأدميرال دي روبيك. قام أسطول لحلفاء بمطاردة السفن الحربية الألمانية التي كانت تغلق مضيق الدردنيل وبدأت القصف على البطاريات التركية الموجود عن مدخل المضيق في 3 تشرين الثاني عام 1914. استمر هذا القصف بشكل متقطع إلى 12 آذار 1915.
المعركة البحرية
في السابع عشر من آذار تم إرسال بعض القوارب إلى المضيق وقالت تقارير للمخابرات العسكرية أنه يوجد أي ألغام بحرية قد تشكل خطرا على الهجوم. لكن في نفس الليلة قامت زارعة الألغام العثمانية الصغيرة نصرت بزراعة الألغام البحرية في مضيق الدردنيل.
في 18 آذار عام 1915 في بداية حملة الدردنيل قام قائد أسطول الحلفاء الأدميرال دي روبيك بتقسيم الأسطول إلى ثلاثة أقسام. دخل القسم الأول إلى المضيق الساعة 10:30 صباحا وتوغلت إلى صف الألغام. بدأت بطاريات إنتيبي بإطلاق نيران كثيفة.
كثفت بطاريات إنتيبي وايرينكوي وتينغرتيبي نيرانها واستمر قصف عنيف لثلاث ساعات. في فترة ما بعد الظهر قام الأدميرال دي روبيك بسحب سفنه في القسم الثالث وآرسل إلى الأمام ست سفن حربية كانت تنتظر في المواقع الخلفية. أثناء الانسحاب أصابت أحدى السفن لغما وغرقت بعد انفجار هائل.
استمرت المعركة البحرية بكل ما فيها من ضراوة لمدة سبع ساعات. قرر الأدميرال دي روبيك أنه لم يعد بوسعه فعل أي شيء في ذلك اليوم أمام المقاومة العنيدة التي أظهرتها قوات الدفاع عن المضيق التركي. في تلك العملية غرقت ثلاثة سفن من أسطول الحلفاء وأصيبت ثلاثة سفن أخرى بأضرار بالغة. تحت وطأة هذه الظروف قرر الأدميرال دي روبيك في الساعة 17:30 بإنهاء العملية التي استمرت لأيام وذلك عندما أصدر القرار “جميع السفن! انسحاب عام!”. توقف هجوم الحلفاء وانسحبت بريطانيا إلى مصر للتحضير إلى هجوم أخر أكبر.
في 18 آذار دخل إلى المضيق 18 بارجة. تضمن الأسطول الملكة إليزابيث واللورد نيلسون وأجاممنون وإنفليكسيبل وأوشن وإرريزيستيبل وبرنس جورج وماجيستيك من بريطانيا وغولوا وبوفي وسوفران من فرنسا. أحرز تقدما جيدا في اليوم الأول إلى أن اصطدمت بوفي بلغم حيث مالت وانقلبت واختفت في سحابة من الدخان. بعد ذلك بفترة قصير اصطدمت سفينتين آخرتين بالألغام وهما أوشن وإرريزيستيبل. تم إنقاذ معظم الرجال الذي كانوا على متن هاتين السفينتين ولكن مع مرور الوقت تراجع أسطول الحلفاء. قُتل ما يزيد عن 700 رجل. وعموما، غرقت ثلاثة سفن وتعرضت ثلاث أخريات للضرر البليغ.
المعارك البرية
على الرغم من جميع الجهود التي بذلتها قوات الحلفاء في مضيق الدردنيل من 19 شباط لغاية 18 آذار إلا أنها لم تحرز أي تقدم. الآن وإلى جانب عمليات القصف البحرية كان هناك عملية برمائية قيد الدراسة للاستيلاء على شبه الجزيرة.
كان سيشارك كل من فيلق انزاك وفرقة المشاة التاسعة والعشرين البريطانية وفرقة مشاة البحرية الملكية الأولى ولواء المشاة الهندي التاسع والعشرين وفرقة المشاة الفرنسية الأولى في هذا العمل. كانت ستنقسم تلك القوات إلى مجموعتين: المجموعة الأولى للاستيلاء على منطقة سيدولبحر وفتح المضيقات بينما كانت المجموعة الثانية ستهبط في منطقة جاباتيبي للاستيلاء على منطقة جونغبهير وعرقلة القوات التركية الزاحفة من الشمال.
قيَّم قائد الجيش العثماني الخامس الدفاع عن شبه جزيرة غاليبولي على أنه ذو أهمية ثانوية. وهكذا من أصل الفرق الستة خصص فرقتين ولواء فرسان للدفاع عن خليج ساروس وفرقتين للدفاع عن المنطقة الواقعة بين أنافارتالار وسيدولبحر والفرقتين المتبقيتين للدفاع عن الساحل الآسيوي.
كانت الفرقة 19 التي شغلت منصب رئيس أركان قوى الاحتياط في بيغالي أحد الفرقتين المنتشرتين على شبه جزيرة غاليبولي وكان مصطفى كمال قائد هذا اللواء.
في بداية الحرب العالمية الأولى كان المقدم الركن مصطفى كمال ملحق عسكري في صوفيا. نظرا لرغبته في المشاركة شخصيا في نضال بلده في مواجهة القوى العظمى في ذلك الوقت بدلا عن الاكتفاء بالمشاهدة من على مقاعد البدلاء تقدم إلى رئيس الأركان بطلب الخدمة العسكرية الفعالة. رضوخا لإلحاحه تم تعيينه في قيادة الفرقبة 19 التي تأسست في الأول من شباط عام 1915.
في أقل من شهر واحد قام مصطفى كمال بتحضير الفرقة للحرب. في 25 شباط كانت فرقته في إسيابت (مقابل كاناكالي) وعلى استعداد للقتال.
معارك سيدولبحر
في فجر 25 نيسان كانت سيدولبحر محاطة بالعديد من السفن وقوارب الإنزال.
في الساعة 5:30 صباحا قامت سفن الحلفاء الحربية بفتح النيران الكثيفة كان القصف من البحر على أطراف شبه الجزيرة من الجهات الثلاث. حاولت فرقة المشاة البريطانية التاسعة والعشرون التوغل برا.
دحرت قوات الدفاع الموجة الأولى من القوات الغازية بنجاح. ثم تم تمديد العملية على الأرض من خلال التعزيزات التي جاءت لاحقا ومع ذلك لم تحقق أي نجاح يذكر.
استمرت المعارك الأولى والثانية والثالثة في كيرتي وكيرفيزديري من 25 نيسان لغاية نهاية أيار حيث تحولت إلى اشتباكات محلية متكررة.
في حزيران عام 1915 احتدمت المعركة مجددا بعد معارك زيغينديري الدامية التي بدأت في 28 حزيران واستمرت لمدة ثمانية أيام.
معارك آريبورنو
كانت المنطقة التي اختارها فيلق انزاك كمنطقة إنزال الساحل الموجود شمال جاباتيبي. ومع ذلك هبط عناصر فيلق انزاك في منطقة آريبورنو الوعرة التي يصعب الوصول إليها (والتي سميت فيما بعد خليج انزاك) نتيجة لتسبب التيار القوي بسحب مراكبهم. كانت أول مجموعة إنزال مؤلفة من 1500رجل ونفس العدد من جديد في الموجة التالية. كان أول هدف سيتم الاستيلاء عليه بعد الإنزال هو كارجمين –“
كان أحد كتائب الفوج السابع والعشرين التابع للفرقة التركية التاسعة في آريبورنو يقوم بحماية سواحل المنطقة. انتشرت إحدى وحدات الكتيبة من تلال آريبورنو إلى أغيلديري. كانت هذه الوحدة تتألف من فرق: واحدة على قمم تلال أغيلديري آريبورنو وواحدة على باليكجي دالماري وواحدة في الاحتياط في هايينتيبي.
بدأ هجوم انزاك الساعة 4:30 في 25 نيسان. هبطوا في آريبورنو في هجوم مباغت. فتحت فرقة الدفاع النار على القوات الغازية لكن عناصر انزاك تقدمت. قامت الوحدة المدافعة عن الساحل بإرسال تقرير فوري حول الوضع إلى قائد الفوج غرب اسيابت.
قام قائد الفوج بإبلاغ الفرقة التاسعة عشرة في نفس الوقت الذي يرسل فيه تقريره إلى الفرقة التاسعة. أحضر قائد الوحدة الثامنة التعزيزات لمواجهة موجة الهجمات الأولى ومع ذلك أجبر على التراجع بسبب الخسائر الفادحة التي تسببت بها نيران المدافع الكثيفة من السفن إلى جانب نفاذ الذخيرة.
على الرغم من قيام المقدم الركن مصطفى كمال بإرسال التقارير إلى قيادة الجيش والفيلق في غاليبولي إلا إنه يتلق أي رد. وبادر من نفسه لمهاجمة أنزكس. من خلال تعزيز الفوق الثاني والخمسين ببطارية مدفعية على قمة التل استطاع التوغل باتجاه آريبورنو عن طريق كوجاتشيمن. في لحظة حرجة قام مصطفى كمال بإعطاء أمر للوحدة بالوصول إلى المنطقة بسرعة وإلى الكتائب المتقدمة بالاشتباك. أخذت القوات التركية المبادرة مع وصولها. استكمل الفوج 57 تحضيراته للمعركة عند الظهر وتحرك باتجاه الجنوب من جونكبايري إلى قوات انزاك. لم تستطع هذه الهجمة التقدم أبعد من دوزتيبي بسبب فعالية نيران المدافع من السفن. وصل إلى كورجاكوي وأرسل تقريرا حول الوضع إلى المركز الرئيسي للجيش. التقى بقائد الفيلق في مالتبي الذي أخذ منه الإذن بنشر كامل الفرقة التاسعة عشر بعد أن شرح له الوضع.
ورغم أن موظفي اللفتنانت كولونيل مصطفى كمال قد أرسلت تقارير للجيش وقيادة فيلق في غاليبولي، لم يتلق أي رد. باستخدام مبادرته هاجم أنزكس]. تعزيز فوج 57 مع بطارية مدفع قمة تل، وقال انه تقدم نحو Kocaçimen عبر انزاك. في لحظة حرجة وقدم مصطفى كمال النظام للشركة لتصل بسرعة المنطقة وللكتيبة إلى الأمام للدخول فورا الملعب. مع وصولهم، حققت القوات التركية المبادرة. الانتهاء من فوج 57 الاستعدادات معركتهم حتى ظهر وانتقل إلى الإعداد للقوات انزاك من جنوبا. إضراب Duztepe لا يمكن أن تقدم أي أبعد من هذا لأن من النار مدفع فعالة من السفن. وصل إلى ArmyHeadquarters Korucakoy وإبلاغ الموقف. التقى قائد فيلق 3 في مالتبي منهم من حصل على إذن لنشر شعبة 19 بالكامل بعد شرح له الوضع. انتقل إلى الأمام لتلك القوات. وكان قرار مصطفى كمال، في ليلة 25-26 أبريل لاتخاذ قيادة فوج 27 وللهجوم على أنزكس] مع فوجين من الجنوب وفوجين من الشمال وإلى حملهم تلك الليلة مهما كان الثمن في البحر . نفس الليلة تم نشر هذا الهجوم. منذ كان يتألف غالبية فوج 27 الذي وصل من حلب (حلب) من الجنود العمر، فإن العمل على الجناح الجنوبي لن تتطور كما هو المأمول. في 57 و 72 أفواج أجبرت على التراجع أنزكس] جنوبا من Cesarettepe قمة تل. كانت أنزكس] في صعوبة كبيرة مع هذا أحدث هجوم للدفاع عن مواقفها. قرر قائد الحليفة لإجلاء قواته في هاملتون.